مليون مجاهد مزيف تصرف لابنائهم البالغ عددهم 5 مليون اما العدد الحقيقي هو 75 الف مجاهد يستحق منهم 30 الف الامتيازات

المجاهد بوقوبة مصطفى رئيس جمعية الشهيد ”علي بن دحمان”
خمس ملايين جزائري من أبناء المجاهدين المزيفين يستفيدون من إمتيازات ذوي الحقوق
2009-02-17
 
كشف المجاهد، مصطفى بوقوبة، رئيس جمعية الشهيد ”علي بن دحمان”، أن الإحصائيات الأخيرة التي تحصل عليها تشير إلى أن عدد أبناء
المجاهدين المزيفين قد بلغ 5 ملايين ابن مجاهد مزيف، مشيرا أنهم يتمتعون حاليا بنفس الامتيازات التي وفرتها الدولة لفائدة المجاهدين الحقيقيين وأبناء الشهداء.
وأكد بوقوبة مصطفى في تصريح لـ”النهار” أن ملف ”المجاهدين المزيفين” لم يطو لحد الساعة ولا يزالوا يتقاضون لحد الساعة منحا شهرية تقدر بـ6 ملايين سنتيم بعدما حصلوا على ”شهادات اعتراف” مزورة، مضيفا أن الخطير في القضية أنه حتى أبناء المجاهدين المزيفين الذين فاق عددهم 5 ملايين شخص، تجدهم يتمتعون اليوم بنفس الامتيازات التي وفرتها وسخرتها الدولة لفائدة المجاهدين الحقيقيين وأبناء وأرامل الشهداء خاصة ما تعلق بالتوظيف. ومن جهة ثانية، طالب محدثنا ضرورة تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في ملف أبناء وبنات المجاهدين المزيفين وحتى في ملف بعض المتطفلين الذين حصلوا على شهادات مزورة يصرحون فيها أنهم ينتمون لعائلات ثورية، مضيفا أنه قد إلتقى مؤخرا وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، الذي تعهد بمعالجة مشكل ”المجاهدين المزيفين” عن طريق إيجاد حلول نهائية وليس ظرفية.

==============
 
محيط: أكد بوقوبة مصطفى رئيس جمعية “الشهيد علي بن دحمان” الجزائرية ان عدد “المجاهدين المزيفين وصل إلى مليون مجاهد، يتقاضون حاليا رواتب شهرية تقدر بنحو ستة ملايين سنتيم، بعدما حصلوا على شهادات اعتراف مزورة”.

وتنظم الجزائر مؤسسات لقدماء “المجاهدين” وهناك وزارة حكومية ترعى شؤونها بموجب قانون أصدره الرئيس الراحل هواري بومدين عام 1978.
ونقلت صحيفة “النهار الجديد” الجزائرية عن بوقوبة قوله إنه يملك 100 ألف وثيقة مزورة لمجاهدين مزيفين سيقدمها للعدالة في الوقت المناسب، خاصة بعدما تحركت الشرطة في ولاية تيبازة للتحقيق في الملفات المزورة.
كما نقلت الصحيفة عن بوقوبة قوله:” إن العدد الحقيقي للمجاهدين الذين اعترفت بهم قوانين أصدرها بومدين قد بلغ 75 ألف مجاهد حقيقي، منهم 30 ألف مجاهد لديهم الحق في الحصول على تعويض من الدولة، بعد أن توفى عدد كبير من العدد الأصلي خلال الـ30 عاما الماضي”.
 

2 تعليقان to “مليون مجاهد مزيف تصرف لابنائهم البالغ عددهم 5 مليون اما العدد الحقيقي هو 75 الف مجاهد يستحق منهم 30 الف الامتيازات”

  1. رشيد Says:

    الرئاسة الجزائرية تحقق في قضية المجاهدين المزيفين

    2009 الثلائاء 25 أغسطس

    الخبر الجزائرية

    الجزائر- عثمان لحياني

    تجري لجنة خاصة من رئاسة الجمهورية تحقيقات بشأن ملف عدد من المسؤولين والشخصيات التي وردت أسماؤها ضمن ملف المجاهدين المزيفين؛ الذي حركه المجاهد مصطفى بوفوبة منذ ثماني سنوات.
    قال مصدر مسؤول لـ”الخبر” إن اللجنة الرئاسية تستلمت من بوفوبة قبل أسابيع كل الملفات والوثائق والصور التي تثبت الماضي المشكوك فيه لهذه الشخصيات، والتي نشر بعضا منها في كتابه الصادر في باريس والموسوم بـ”من النقيب لامورسيير إلى جمهورية الموز”، بعدما تلقى بوقبة اتصالات من طرف مسؤولين في رئاسة الجمهورية أقنعوه بتسليم الوثائق والملفات التي بحوزته للتحقيق بشأنها، وقدموا له وعودا بكشف كل الحقائق بعد انتهاء التحقيقات، بهدف تطهير صفوف المجاهدين من المزيفين ومحاسبة المزورين.
    وتتضمن الملفات التي سلمها بوفوبة إلى الرئاسة أسماء وصور ووثائق وشهادات لمجاهدين ومسؤولين في مختلف كتائب وفرق جيش التحرير، حول التزوير الذي قام به بعض المسؤولين والشخصيات التي تمكنت بواسطة تزوير وتبييض ماضيها الغامض من الوصول إلى مستويات متعددة من المناصب والمسؤوليات. وفي هذا السياق، أكد المجاهد مصطفى بوفوبة، في اتصال أجرته معه ”الخبر”، هذه المعلومات، لكنه رفض بالمقابل الكشف عن أسماء أو تفاصيل إضافية. مشيرا إلى أنه التزم مع مسؤولي الرئاسة في محضر مكتوب بعدم الإدلاء بأي معلومة أو تفاصيل بشأن هذه التحقيقات والتطورات الجديدة إلى غاية انتهاء التحقيقات، بهدف عدم التأثير على سيرها، قائلا ”لقد التزمت ووقعت على محضر يضمن عدم التصريح في الصحافة لاحقا إلى غاية انتهاء التحقيقات، وأنا ملتزم بهذا الأمر إلى وقت لاحق”. مضيفا ”عندما تنتهي التحقيقات سأعقد ندوة صحفية للكشف عن كل ما تم التوصل إليه، وآمل أن يكون ذلك قريبا”. وجدد بوفوبة تمسكه بكل الاتهامات التي وجهها إلى عدد من المسؤولين في منظمة المجاهدين ومسؤولين في عدة مستويات من الدولة كان لهم ماض مشكوك في الثورة، بشأن تزوير وثائق الانتماء إلى الثورة، والمساهمة في تزوير ملفات المجاهدين والتلاعب بشهادات العضوية في الثورة والبزنسة بها، وهي القضية التي فجرها قبل ثماني سنوات، وخاض لأجلها معركة إعلامية وسياسية.
    وكان بوفوبة قد أعلن، في تصريح سابق لـ”الخبر”، تحديه لمنظمة المجاهدين والسلطات بشأن الملفات والمعلومات الخطيرة التي تضمنها كتابه الصادر في باريس ”إذا وجدت وزارة المجاهدين أنني زايدت على الحقيقة التاريخية، فأمامها العدالة. لكنني واثق مما كتبت، وسأقدم عملي للصحافة الوطنية، لأن شهادتي هي معركة خضتها ضد المجاهدين المزيفين الذين زرعهم النقيب لامورسيير في الجزائر قبيل الاستقلال، للسيطرة على الإدارات وشؤون البلاد بعد الاستقلال وضمان استمرار المصالح الفرنسية وإعاقة أي تقدم سياسي واقتصادي واجتماعي للبلاد”.
    ورد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس لاحقا على تصريحات بوفوبة بالقول إن ”السلطات أغلقت نهائيا قضية المجاهدين المزيفين، وأن مصالح وزارة المجاهدين سبق لها وأن كشفت وجود عدد من المتسللين والمزيفين وقامت بسحب الوثائق الرسمية منهم، وعملت على استرجاع أموال الخزينة العمومية منهم”.
    وأدى بروز ملف المجاهدين المزيفين خلال السنوات الأخيرة، وطرح القاضي ملوك بن يوسف لملف ”القضاة المزيفين” الذين كانوا يتعاملون مع الإدارة الاستعمارية قبل الاستقلال، والجدل المتعلق بملف ”ضباط فرنسا”، واعتقال الشهيد العربي بن مهيدي، والتصفيات الداخلية خلال الثورة، والجدل الذي أثارته المعلومات التي كشف عنها أحمد بن سعيد بشأن بعض القيادات الأفالانية، إلى تكريس التشكيك والإضرار بقدسية الثورة، وتزايد الهوة بين الجيل الجديد والقيم الثورية.
    بعد أن استلمت الوثائق من مصطفى بوفوبة

    =====

    يوجد مجاهدين يتقاظون 2 مرتبين تقاعد في الشهر ؛من عملهم الأصلي ؛و الأخر عن طريق التزوير من وزارة الدفاع ؛ يمكن التحقيق من الحساب البريدي ؛و يتم التزوير عن طريق إخراج شهاده سلبيه للضمان الإجتماعي و يتم دفعها للوزارة عأساس أن المجاهد لم ييعمل قط من الإستقلال ؛;طبقاللقرار الصادر وقت الرئس الشادل و يتقاضون بهذه الطريقة بنهب المال العام ;200000 د;عشرون مليون شهريا ؛ الحساب ل2مليون مجاهد مزيف =4 مليار دينار شهريا=حق 20 مليون حراق بأجرة 2مليون شهريا /:::::::::::هذا هو الإستقلال ؟

    =============

    كذبة المليون شهيد الجزائر

    عضو في البرلمان الجزائري يكذب مقولة سقوط مليون شهيد في الجزائر النائب نور الدين آيت حمودة نجل العقيد عميروش ملف المجاهدين المزيفين في الجزائر أكد بوحفصي رئيس جمعية معطوبي حرب التحرير أن المفتشية التي نصبها وزير المجاهدين محمد شريف عباس على مستوى الوزارة للتحري والتحقيق في القضية سحبت بطاقات العضوية في صفوف الثورة التحريرية عن ما يقارب 13 ألف شخص ممن تسربوا إلى صفوف المجاهدين بدون وجه حق.

    وفي تعليقه على هذا الجدل قال محمد خندق الناطق باسم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في تصريح لـ’القدس العربي’ ان نور الدين آيت حمودة أكثر من يمكنه الحديث عن موضوع الشهداء والمجاهدين، كونه ابن البطل ‘العقيد عميروش’.
    وأضاف قائلا: ‘ومن ليس راضيا على كلام بن حمودة فليتفضل ليثبت لنا العكس’، موضحا أن وزير المجاهدين بنفسه اعترف أن هناك 20 ألف مجاهد مزيف، دون أن يفعل شيئا لتصحيح هذا الوضع!
    وأشار خندق إلى أن ميزانية المجاهدين تؤخذ من الخزينة العامة، بمعنى أن أموال الشعب تصرف على مجاهدين مزيفين، وذلك لحسابات سياسية ضيقة في نفس النظام

    برلماني جزائري شكك في عدد شهداء الثورة: سأفاجئهم أكثر

    2008 السبت 18 أكتوبر

    الشرق الاوسط اللندنية

    قال من أعطى رقم مليون ونصف المليون شهيد؟

    الجزائر- بوعلام غمراسة

    تحدى برلماني معارض في الجزائر، سلطات بلاده بخصوص تصريحات، كان أدلى بها قبل أيام شكك فيها في صحة عدد شهداء ثورة الاستقلال (1954 ـ 1962)، وقال إنه «سيفاجئهم بتصريحات أخرى أكثر خطورة». وقال نور الدين آيت حمودة، نائب حزب «التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يزال متمسكاً بالتصريحات التي أطلقها في البرلمان الأسبوع الماضي، ومفادها بأن عدد شهداء الحرب ضد الاستعمار الفرنسي غير صحيح. وأضاف: «من أعطى رقم مليون ونصف المليون شهيد؟ إنه (الرئيس الأسبق) أحمد بن بيلا أيام الاستقلال. ولكن من أين أتى بهذا الرقم؟ من حقي أن أتساءل إن كان صحيحاً، ولماذا لا يكون مثلاً أقل من الرقم الرسمي أو أكثر منه؟».
    وذكر بن حمودة وهو نجل «العقيد عميروش» أحد أبرز قادة الثورة، أنه لم يشكك فقط في عدد الشهداء «وإنما أطعن أيضاً في العدد المتداول للمجاهدين الأحياء، وفي عدد المنتخبين وفي شرعيتهم منذ الاستقلال، وأقول إن كل الانتخابات التي عرفتها الجزائر مزورة».

    ===

    نعم كذبة مليون شهيد

    المجاهد جمال الدين حبيبي يصف “مليون ونصف مليون شهيد” بالكذبة التي انهكت الخزينة

    جمال الدين حبيبي قد نزل ضيفا على صحيفة ‘الخبر الأسبوعي’ مدليا بتصريحات نارية، منها أن رقم المليون ونصف المليون شهيد (العدد الرسمي لشهداء حرب الاستقلال) ‘كذبة كلفت الجزائر غاليا’، مشيرا إلى أن ‘اليهود عندما كذبوا بشأن ضحايا المحرقة النازية استثمروا في الكذبة وجنوا من ورائها ولا يزالون يجنون المليارات، أما نحن فكذبنا كذبة كلفتنا غاليا، لأننا ندفع مقابلا لها من خزينة الدولة سنويا’.
    وأوضح السيناتور الأسبق جمال الدين حبيبي أن رقم المليون ونصف المليون شهيد مبالغ فيه، وقال ان السلطات عاجزة عن مراجعته بدعوى أن الوقت تأخر لذلك، موضحا أنه سبق وأن طرح الموضوع على عدة مستويات وكانت الإجابة التي تلقاها في كل مرة أن الوقت تأخر لمراجعته. …..
    وتجدر الإشارة إلى أن المجاهد جمال الدين حبيبي ليس الأول الذي شكك في رقم “مليون ونصف لمليون شهيد” في الجزائر، والذي لا توجد أدلة على صحته، فقد سبق وأثار نور الدين آيت حمودة وهو نجل الزعيم التاريخي العقيد عميروش جدلا واسعا منذ أشهر لما فجر الملف تحت قبة البرلمان…
    (الجزائر تايمز)
    نادية . ع – الجزائر

    ==========

    الجزائر، وحقيقة المليون شهيد

    0 2008 الأربعاء 15 أكتوبر

    سليمان بوصوفه

    ————–

    جزائر بلد العزة والكرامة وبلد المليون ونصف مليون شهيدا، عبارة لم تفارق خطابات المسؤولين الجزائريين والعرب والثوريين ولم تبْرح تعليقات الجمهور العربي الواسع كلما تعرّض سياسي أو مثقف أو أكاديمي بالنقد للسياسة الجزائرية سواء الداخلية منها أو الخارجية.

    هل هذا الرقم مُقدس، ومامدى صحته؟ مع العلم بأن عدد سكان الجزائر في فترة اندلاع الثورة إلى يوم الاستقلال (1954-62) لم يتجاوز بضعة ملايين! وما الفائدة من تضخيم عدد الشهداء الذين قتلهم الاستعمار الفرنسي؟ سؤال لم يكن يجرؤ على الإجابة عنه، لا أنا ولا أي صحافي أو مثقف جزائري علنا. أقول علنا لأن أحاديث النخبة الجزائرية كثيرا ما تناولت هذا الجدل وأشبعتْه تحليلات وتكهنات ونقاشات لكن على مستويات ضيقة. والكل يعلم أن أي تشكيك في الرقم سيُعرّض صاحبه إلى حملة شعواء تصفه بالخيانة والعمالة والنذالة، من طرف من فرضوا أنفسهم أوصياء على مصير ومستقبل الشعب الجزائري المُخدّر بالدعاية الإعلامية السلطوية. هذا الكلام كتبتُه قبل أكثر من أربع سنوات، وللأسباب التي ذكرتها تركته في أرشيف المقالات وانتظرتُ الفرصة المناسبة لنشره. إيمانا مني بأنه سيأتي اليوم الذي تُحرّك فيه شخصية من العائلة الثورية هذا الجدل.

    أخيرا جاء اليوم، لكن القنبلة كانت من العيار الثقيل. لماذا؟ لأن محرّك الجدل ابنُ ثائر وقائد ثوري وشهيد لاغبار عليه، ولأن التشكيك جاء على الهواء مباشرة في التلفزيوني الحكومي والجزائريون يتابعون النقاشات بين ممثليهم تحت قبة البرلمان.

    نور الدين آيت حمودة، نائبٌ برلماني عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية الأمازيغي ونجل الشهيد عميروش شكّك في الرقم وقال إنه مبالَغ فيه. ثم ذهب أبعد من ذلك حينما قال إنه يملك وثائق دامغة تُثبت أن مسؤولا كبيرا في السلطة كان عميلا للاستعمار.

    آيت حمودة، التقيتُه في أبريل عام 2004 عندما كنت أقوم بتغطية صحافية للانتخابات الرئاسية. وأتذكر أنه كان متذمرا من ما أسماه تزوير الانتخابات لصالح المترشح بوتفليقة، وقد سمعتُ منه ما يشيب الرأس حول الحقائق التاريخية التي زُورت وبيعت للشعب على أنها حقائق تاريخيه لا جدال فيه. طبعا لا يمكنني الحديث عن التفاصيل وربما أتركها لمديرمكتب إحدى الفضائيات العربية الذي شاركنا النقاش. لأن المجالس أمانات ولأن الجيل الجديد لا يمكنه تحمّل المزيد من الصدمات جُملة واحدة مامن شأنه أن يُفقده الثقه في كل مايدور حوله من أحداث وفي مثل هذه الحالات لابد من اتباع سياسة الجرعات والخطوات المتأنية في كشف الحقائق.

    هاهو اليوم يُخرج نجل عميروش أولى الأرانب من تحت قبعته الثورية. وبالمناسبة فإن قائد قوات الدرك الجزائرية في أيام الرئيس بومدين الجنرال أحمد بن شريف كان قد تحدث سابقاعن تزوير أرقام الشهداء ووعد بكشف المزيد من الحقائق حول الحركى أو العملاء الذين يشغلون مناصب حساسة في السلطة إلا أن وقْع تصريحاته لم يكن بهذه الضجة.

    ومن البديهي أن يتساءل الإنسان العربي عن السبب الحقيقي وراء هذا التضخيم؟ ببساطة، لأن تضخيم عدد الشهداء يعني تضخيم ملفات أبناء الشهداء المفترضين لدى وزارة التضامن. والملفات تضم تعويضات سخية سواء في المكافآت والمنح أو الإعفاء من الرسوم والضرائب، وتصوروا كم صرفت وتصرف هذه الوزارة و وزارة المجاهدين من المليارات خلال فترة ستة وأربعين عاما على مدّعي الانتماء إلى العائلة الثورية.

    من بعض ما أسره لي نجل عميروش – وبالمناسبة فقد صادف حديثنا عن الشهداء أننا كنا في مقهى بشارع الشهداء الذي يضم مبنى التلفزيون الحكومي- أن الجزائر بُعيد الاستقلال كانت تحتاج إلى تضخيم هذا الرقم لشحذ الهمم ومباركة الثورة وللاستعداد لمعركة بناء الدولة، فكان أن ألقى الزعيم عبدالناصر خطابا أشاد فيه بالثورة الجزائرية، وفي خضم حماسه الثوري نطق بهذا الرقم فاستعمله الانتهازيون لخدمة أغراضهم طوال هذه السنين واكتسب هالة من القداسة ليُصبح خطا أحمر لا يمكن تجاوزه في الجزائر، لا بل في العالم بأسره.

    الآن وبعد أربعة أعوام من الانتظار ها أنذا أنشر هذا المقال إيمانا مني بأن الجزائر تعيش حالة مخاض عسير ولا يمكن للجيل الجديد أن يتجاوزها سوى بطرح كل المواضيع ونقدها بكل شفافية بين مختلف الشخصيات السياسية وطبقات النخبة للوصل إلى الحد الأدنى من الاتفاق على قاعدة تاريخية وثقافية صلبة تبني على أساسها الأجيال الجديدة مستقبلها. فالجزائريون يعيشون إلى حد الساعة إشكالات واسعة وكبيرة وهم مختلفون بشكل عميق حول أدنى البديهيات وحول تسمية المفاهيم التي تتفق عليها أغلب شعوب الأرض. وبما أن الجزائر خرجت من العهد الاستعماري منذ زمن ليس بالبعيد فإن السواد الأعظم من الشعب لا يزال يعاني من تحديد مفاهيم مثل الهوية والمرجعية الدينية والتاريخية واللغوية. وعلى الرغم من تبني الدستور عددا من القضايا اعتبرها مسلّمات إلا أن الواقع يعكس شيئا مناقضا تماما لنصوص الدولة، وهناك تساؤلات مستمرة حول كيان وتاريخ هذا الشعب وهو ماحال دون تقدمه مثل سائر أمم الأرض، ومن التساؤلات:

    هل من الصحيح الاحتفال بعيد الاستقلال في الخامس من يوليو في كل عام (معترف به رسميا) أم في يوم التاسع عشر من مارس آذار وهو يوم وقف إطلاق النار؟ هل الضباط الجزائريون الذين خدموا في الجيش الفرنسي وانضموا إلى الثورة في أواخر أيامها، يُعتبرون خونة أم وطنيون اخترقوا جيش الاستعمار وانضموا لتزويد إخوانهم بتقنيات القتال التي تعلموها لدى المستعمر؟ هل التاريخ الذي تكتبه السلطة موثوق فيه أم أنه مجرد حشو وتزوير كتبته الفرق المنتصرة بالعنف (الجناح المسلح)على غريماتها (الجناح السياسي والحكومة المؤقتة)؟ هل ماحدث من اقتتال بين الجزائريين بعد الاستقلال أبعد الوطنيين عن الحكم، أم صفى الثورة من الانتهازيين؟ هل اغتيال المجاهدين الكبار، أمثال كريم بلقاسم وعبان رمضان، خيانة من طرف بعض الثوار، أم أنه حق من حقوق الدولة الموعودة التي ينشدها الثوار؟ أسئلة كثيرة يمكننا أن نجد لها إجابات متعددة ومتفرعة بتعدد المصادر والآراء والولاءات.

    بالرغم من الجدل الكبير الذي ستثيره هذه التصريحات ومسلسل تبادل الشتائم والاتهامات الذي سيصحبها فإنني شخصيا اعتبرها تصريحات مسؤولة وتاريخية وظاهرة صحّية في الاتجاه الصحيح وفي طريق إرساء ركائز الدولة العصرية خصوصا وأن تساؤلات مصيرية بدأت تفرض نفسها وتظهر إلى العلن مع الفشل الذريع لجيل نوفمبر في محاولاته اليائسة لبناء الدولة العصرية ومع عوامل التعرية التي يتعرض لها سواء التي يفرضها الزمن ونقصد هنا الموت أو الشيخوخة أو بعوامل التعرية التي فرضها توفر المعلومات وتطور الاتصالات، بحيث لم يعُد بإمكان المجموعات المسيطرة على الحكم فرض الرقابة على كل المعلومات المتعلقة بالثورة وتكميم كل الأفواه طوال الوقت.

    أما مسألة بناء مسجد بمبلغ أربعة مليارات دولار فتلك نكتة أخرى.

    سليمان بوصوفه

    للمزيد

    http://tinyurl.com/yjh3vy4

  2. رشيد Says:

    المقالات

    رأي مواطن أخرس

    PAPA Boumediene

    ·· كعادته·· وكلما أدلى العقيد أحمد بن شريف “”رئيس الدرك الوطني بعد الاستقلال”” و””عضو مجلس الثورة”” بعد الانقلاب و””وزير الثورة الزراعية””، بحديث أو حوار للصحافة، إلا وقال كلاما لا يعرف الواحد منا من أين يمسكه·· من الصعب جدا تحديد “”الراس”” من “”الكرعين”” في كلام العقيد أحمد بن شريف·· وتزداد الأمور صعوبة وتعقيدا·· ودهشة·· وحيرة إذا ما قارننا الحديث والكلام الجديد لحضرة العقيد بالحديث والكلام القديم للسيد أحمد بن شريف!·
    ·· في الحوار الذي أدلى به العقيد ليومية “”الشروق”” يوم الأربعاء 82 جانفي المنصرم·· قال بأن “”بن بلة أمرني بتنفيذ حكم الإعدام في العقيد شعباني، لكنني رفضت””·· وبأن “”شعباني قتل 057 ميصاليا استسلموا بعد وقف إطلاق النار في 1962″”··؟!
    وبأن “”الثورة حكمت على مساعدية بـ51 سنة سجنا وبن خدة عفا عنه، “”وبأن “”ضرب الطيارين الروس للمنقلبين على بومدين في 1976 أكذوبة””··؟! وبأن “”مليون مجاهد رقم مزيف و06% من المجاهدين مزيفون””؟! وبأن “”بومدين سمم في زرالدة””؟! (طبعا لم يقل ولن يقول ولن يذكر الأسماء)·· وبأن “”عروش أولاد نايل مع العهدة الثالثة أحب من أحب وكره من كره””! ·· لأن فخامة عبد العزيز بوتفليقة الذي يترجاه باسمه وباسم “”أولاد نايل والعروش الأربعة والعشرين المكونة له”” أن يترشح لعهدة ثالثة، ليس هو نفس الرجل·· نفس عبد العزيز بوتفليقة السبعينيات·· بوتفليقة الذي وقف العقيد أحمد بن شريف في وجه ترشحه وخلافته لبومدين وأقسم بأغلظ الأيمان وبالحرف الواحد: “”إذا رأيتم هذا الشخص (بوتفليقة) على رأس الشعب، فإن شواربي يجب ألا تحلق بالمقص أو الموس ولكن بالبالا (1)””!· لكن، لماذا كل هذا الحقد والكره من طرف العقيد على هذا الذي سيصبح بعد عشرين سنة “”فخامة رئيس الجمهورية””؟ لأن “”بوتفليقة نصب لي كمينا من خلال توزيع منشور·· يعلن فيه: أن العقيد بن شريف يحضر إنقلابا””؟!،، هذا السبب الأول يقول أحمد بن شريف· أما السبب الثاني الذي جعله يقسم بأن “”يحفف شلاغمو بالبالا إذا بوتفليقة أخذ الرئاسة””، فلأن: “”سيرته لا تعجبني””، ولأن”” فائض فلوس السفارات الذي كان يحول إلى رقم (حساب) أعرفه أنا شخصيا، كان يستفيد منه بوتفليقة عند خروجه وتنقله””!· هذا الكلام قاله العقيد منذ عشرين سنة، لكن رأيه اليوم في بوتفليقة تغير تماما، وأنه لا مجال للمقارنة “”بين بوتفليقة الذي ألقى كلمة التأبين في جنازة الراحل هواري بومدين وبين بوتفليقة الرئيس اليوم، فهذا الأخير استغل ابتعاده عن السلطة لعقدين كاملين في حفظ القرآن الكريم (؟!) وفي المطالعة، حتى صار مثقفا (؟!) كبيرا (؟!)””، بالإضافة إلى أنه “”رجل ثوري ومجاهد كبير، ولهذا أنا أدعمه دون قيد أو شرط””!·· وشخصيا، لا أعرف كيف أصبح بوتفليقة “”مجاهدا كبيرا”” في نظر سي أحمد بن شريف إذا كان هذا البوتفليقة هو نفسه الذي أُرْسِل رفقة مساعدية، بلهوشات ودراية إلى “”الحدود المالية لإدخال السلاح· ولكن مع الأسف الشديد، لم يدخل رشاش واحد”” (2) (؟!؟!)·· والكلام دائما للعقيد بن شريف!!
    ****
    ·· في نفس الحوار·· أي الحوار الذي أدلى به حضرة العقيد أحمد ليومية “”الشروق””·· قال الرجل كلاما أسمعه لأول مرة·· حيث كذّب العقيد أحمد بن شريف ما صرح به الشاذلي بن جديد أخيرا من أن بومدين اختاره لخلافته قبل أن يموت، واصفا رواية الرئيس الأسبق بـ””الكذب”” (؟!؟!) قبل أن يوضح بأن “”بومدين وقبل أن يموت قال لي بأنه يثق فيّ لحمل المشعل من بعده””؟!
    شخصيا، وجدت كلام حضرة العقيد مسليا ومضحكا·· لسبب بسيط·· فكلما حاولت تخيل الموقف·· بومدين ممدا على سرير المرض بوجهه الشاحب وحبيبات العرق على جبهته وعينيه شبه مغلقتين·· وهو يرفع يده اليمنى ويضعها على كتف العقيد بن شريف الجالس على حافة السرير والغارق في دموعه·· يضع بومدين يده على كتف بن شريف ويقول له بصوت خافت لكن مسموع مع خلفية موسيقية لفيلم “”العرّاب””üü: “”سي أحمد، أنا ثقتي فيك·· أنت الذي يجب أن يحمل المشعل من بعدي””!·· إن مجرد محاولة تخيل المشهد تجعل الواحد منا يصاب بهستيريا الضحك! ولكن، لماذا لا “”يسلم بومدين المشعل للعقيد بن شريف؟””·· ألا يستحق أن يخلف “”الزعيم”” و””الأب الروحي””·· ألا يقدر أن يكون رئيسا؟·· ثم ألم يكن من أخلص أتباعه ورجاله؟·· أليس هو صاحب الشعار والمقولة الشهيرة “”سياستنا كالأوتوروت etuorotuA”” أو “”سياستنا يجب أن تكون كالأوتوروت (3)؟!·· ألم يكن من “”أبناء”” الزعيم الروحي الطائعين الطيّعين؟·· ألم يقبل كل المهمات التي أسندت إليه؟·· قاضي البحث في قضية لعموري التي انتهت بإعدام لعموري، مصطفى لكحل، نواورة ولعواشرية!·· التسلل إلى العاصمة في صيف 2691 ومحاربته إلى جانب ياسف سعدي لمجاهدي الولاية الرابعة بأمر من بومدين، وقد ألقي عليه القبض من طرف جنود الولاية! مشاركته في انقلاب 91 جوان!·· وقوفه ومحاربته لقوات الطاهر الزبيري المتمردة على الزعيم·· استخراجه (4691) لرفاة الشهيدين عميروش وسي الحواس وإخفاؤهما وحفظ السر بأمر من الأب الروحي!
    ·· كل هذا صحيح·· لكن هناك مشكلة، وهي أنه هو، أي العقيد أحمد بن شريف، الذي قال بعد وفاة الأب الروحي بعشر سنوات: “”كان بومدين ديكتاتوريا يحكم بأحكامه (4)””!· وبأن “”بومدين تحصل في انتخابات 1967 على نسبة 21% (؟!) من أصوات الناخبين، وذهبت شخصيا إليه وبلغته بالنتيجة· وقلت له إن هذا ثاني انقلاب يقوم به””(5)·· وبأن “”بومدين هرّب الأموال إلى الخارج كما هرّبها غيره””؟!·

    الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد قال هو الآخر بأنه كان من المقربين جدا من الزعيم·· ومن الأب الروحي·· “”·· قبل أن يكون رئيسا، كان رفيقي في السلاح وصديقا، وكنت دائما أعتز بصداقته””· وهذه الصداقة حسب بن جديد “”مرت عبر العديد من المحن والتجارب، منها تمرد شعباني وحركة (؟!) 91 جوان ومحاولة انقلاب الطاهر الزبيري، تأكد بومدين فيها بأنني لن أطعنه في الظهر، رغم أن البعض كانوا يحاولون النيل من علاقتنا””· وليلخص الشاذلي علاقته بالزعيم والأب الروحي، يقول وبالاختصار المفيد: “”لقد كان رأسي ورأسه في شاشية واحدة· وكنت دائما إلى جانبه في أخطر المراحل التي مر بها نظام حكمه””·· وليؤكد الإبن علاقته بوالده الروحي، يروي لنا بن جديد هذه الحادثة: “”ذات يوم، قدمني إلى الوزير التونسي الباهي لدغم قائلا: أقدم لك الإبن المدلل لبومدين””!·
    في السنوات الأخيرة من حياته، كان بومدين يزور بن جديد في وهران مقر الناحية العسكرية، إمبرطورية بن جديد، حين تضيق به الدنيا “”كانت زياراته في الغالب مفاجئة·· كان يبوح لي بأسراره ويحدثني في أموره الحميمية، رغم ما عرف عنه من تكتم وتفاديه الحديث عن نفسه وعن ثقل المسؤولية وخيانة الرجال””··
    ولكن بومدين وككل البشر مرض ومات، لكن الإبن الروحي كان لديه ولازال “”إنطباع أن وفاة بومدين تشبه وفاة عرفات””·· يعني وفاة مشبوهة وغامضة·· توفي بومدين في نهاية ديسمبر 9791 لكن، يقول بن جديد: “”مازلت إلى اليوم أتذكر الكلمات التي كان يقولها لي: أوصيك سي الشاذلي على البلاد والثورة””!·· فهل بعد كل هذا الكلام وهذا الحديث·· حديث عن أن بن جديد لم يكن يستحق الرئاسة·· خلافة الأب الروحي؟
    لكن، الذي يعرفه العام والخاص بأن “”سي الشاذلي”” هو الذي صفى البومدينية والبومدينيين، وفي عهده فتح أبواب الجزائر على مصراعيها لفرنسا ومتيران، إلى درجة أن هذا الأخير أقام ونام في “”فيلا بومدين”” أثناء زيارته إلى الجزائر في بداية الثمانينيات!·
    بن جديد قال في حواره للخبر (7): “”·· ومن المؤسف أن نلاحظ أن الرجل (يقصد بومدين) لم ينل بعد ثلاثة عقود من رحيله ما يستحقه من عناية واهتمام، ماعدا ملتقيات تنظم حوله سنويا ويغلب عليها الطابع المناسباتي والتوظيف السياسي””!!·· مع أن كل الناس تعرف وتعلم وتتذكر أن سياسة التعتيم على “”الزعيم”” و””الأب الروحي”” دشنها “”سي الشاذلي بن جديد””!·

    ·· لم يكن بن جديد ولا أحمد بن شريف أول من إدّعى “”أبوة”” بومدين الروحية·· وإخلاصهما له في الصراء والضراء·· حب “”الأب الروحي”” لهما الذي لا نقاش فيه·· وبالتالي، فإن خلافة “”eneidemuoB apap”” كان من المفروض أن لا تطرح أي إشكال بالنسبة لهما·· لكن بومدين لم يكن أباهما الروحي هما فقط·· بل أب روحي للكثيرين··
    ·· كان الجنرال خالد نزار واقفا يراقب سيارة البيجو (502) المهترئة بعض الشيء، وهي تغادر المكان بصاحبها وراكبها الوحيد الذي قيل له “”حضر نفسك لتكون رئيسا للجمهورية””·· كان الجنرال ينظر إلى سيارة البيجو الصغيرة وهي تبتعد عن الأنظار·· لكن الكلام الذي قاله سائق وراكب سيارة البيجو الوحيد لازال يرن في أذنيه·· في ذلك اللقاء الذي جمع الجنرال والمرشح “”الأقل سوءا”” عبد العزيز بوتفليقة·· سأل هذا الأخير وزير الدفاع السابق، وكأنه يسأل عن حق ضائع·· حق مسلوب·· حق منهوب ومخطوف يريد استعادته·· في ذلك اللقاء قال بوتفليقة وبنبرة غريبة، على حد وصف وتعبيرالجنرال: “”إني أعلم أن سي بومدين ترك رسالة وصية يعيـّنني فيها كخلف له·· إن هذه الرسالة كانت موجودة في وقت سابق بين يدي عبد المجيد علاّهم·· ماذا جرى لهذه الرسالة؟ إني أرغب في معرفة ذلك لأنني رأيت هذه الرسالة (8)””!· ولم يجد الجنرال، الذي بدت عليه الدهشة والاستغراب، إلا أن يقول له: “”إني لم أسمع أبدا بهذه الوصية (9)””!· ويعلق الجنرال على هذه الحادثة بعد أربع سنوات على ذلك اللقاء·· وذاك الحديث·· وذاك السؤال قائلا: “”·· وقد أدركت من بعض تصرفات الشخص (بوتفليقة) أنه استعاد أخيرا ملكه “”الشرعي”” الذي ظن مخطئا أنه انتزع منه””!·
    ·· المشهد لازال واضحا بتفاصيله في ذاكرة الكثيرين·· بوتفليقة بمعطفه الأسود ونظاراته السوداء وهو يقرأ كلمة تأبين الزعيم·· تأبين “”الأب الروحي””·· “”كيف تغيب عن الأذهان لحظة واحدة وكل ما في البلد ينطق باسمك يا بومدين؟ كيف تغيب عن الأذهان لحظة واحدة وكل ما في البلاد من أقصاها إلى أقصاها ثمرة يانعة مما غرسته يداك؟””·· وبدأت دموع بوتفليقة تنزل من عينيه وتتدحرج على خديه·· الواقفون في الجنازة لم يستطيعوا أن يعرفوا إن كانت الدموع حارة وحقيقية أم مجرد دموع تماسيح·· فكلهم يتذكرون تلك البرقية التي أرسلت إلى جيسكار ديستان عندما كانت طائرة المريض بومدين تخترق الأجواء الفرنسية، وهو عائد من رحلة العلاج الطويلة في موسكو·· الذين يعرفون بومدين وعلاقته بفرنسا وبجيسكار ديستان بالذات كانوا متأكدين بأن بومدين ما كان ليعبر أبدا الأجواء الفرنسية وما كان ليبعث بتلك البرقية وبتلك اللغة والأسلوب الانتكاسي والانهزامي·· وكان التفسير لما حدث هو أن وزير خارجية بومدين بدأ سباق خلافة الأب الروحي والأب لازال على قيد حياة!·· لقد أراد أن يرثه حيا!·

    هوامش
    1, 2, 3, 4, 5, 6: مجلة “”منبر أكتوبر”” العدد 11 من 02 جوان إلى 05 جويلية 1989
    7: الخبر 03 / 21 / 7002
    8, 9: خالد نزار، بوتفليقة الرجل والحصيلة 2003·

    بقلم: المواطن علي رحالية

اترك رداً على رشيد إلغاء الرد