هؤلاء أضاعوا فلسطين :الأمام يحيى حميد الدين وأبنه أحمد بقلم: محمد الوليدي

 

هؤلاء أضاعوا فلسطين :الأمام يحيى حميد الدين وأبنه أحمد بقلم: محمد الوليدي

تاريخ النشر : 2006-09-20
هؤلاء أضاعوا فلسطين :الأمام يحيى حميد الدين وأبنه أحمد.

لائحة العار : أئمة اليمن يحيى حميد الدين وأبنه أحمد.

يحيى حميد الدين

زيدي ، حكم اليمن من عام 1904 وحتى عام 1948.

لم أقرأ في التاريخ العربي أن حاكما بلغ ما بلغه هذا الأمام من تسلط وظلم وطغيان وسفك دماء وتكريس الجهل والفقر؛عزل اليمن عن الدنيا وحولها من يمن سعيد الى يمن البؤس والشقاء والتخلف الرهيب .

وما أصدق شاعر اليمن وشهيدها محمد الزبيري أذ يصف حال اليمن آنذاك:

 

ماذا دهى قحطان في لحظاتهم بؤس وفي كلماتهم آلام

جهل وأمراض وظلم فادح ومخافة ومجاعة و “إمام”

كان يأخذ من كل شيخ قبيلة او أسرة نافذة أكبر ابنائها كرهينة ويضعه مع المساجين حتى ولو كانوا صغيرا ليضمن لنفسه ألامان من هذه القبائل .

اليهود في اليمن هم وحدهم الذين عاشوا معه في احسن حال ،فقد كان على علاقة وثيقة بهم ،وكان يستخدمهم كجزء من حمايته وفي أغراض التجسس، واعطاهم ميزات أفضل من الشعب اليمني فرفع عنهم الضرائب وكان ينظر بنفسه في أي شكوى يقدمها يهودي .

خلال عامي 1911 و1912 سمح بهجرة خمسة عشر ألف يهودي الى فلسطين .

في عام1919 أرسل الرئيس ألامريكي ولسون رجل الأعمال الأمريكي جارلز كرين (اكبر مصنع أدوات الحمامات في أمريكيا) لجس نبض الحكام العرب بخصوص وعد بلفور ، زار اليمن ولقى قبولا من أمامه فكافأه ببناء حمام له وقدم له الهدايا وساعده في استخراج المياه بطرق حديثة ووعده بأنه سيساعده أيضا في الزراعة في المستقبل.

و جارلز كرين هو الذي أرسل فيما بعد بسبب النجاح الذي حققه من ضمن لجنة كنج – كرين لتقصي الحقائق الخاصة بفلسطين والتي زارت العالم العربي وفلسطين التي فشلت فيها ونجحت فيما عداها.

في عام 1928 وقع الأمام يحيى أتفاقا مع الأنجليز يعطيهم الحق بالسيطرة على عدن لمدة أربعين عاما قابلة للتمديد.

كان صديقا مخلصا وحقيقيا للولايات المتحدة كما ورد في احد تقارير المخابرات الأمريكية المرفوعة للرئيس الأمريكي ترومان عام 1947، وكان صديقا مع بريطانيا ، ومع أيطاليا ومع الأتحاد السوفيتي الا العرب ، فقد رفض حتى أن تقام ممثليات عربية دائمة في صنعاء،في حين كان يوجد مكتبا للوكالة اليهودية عنده.

وعندما علم بأن من أولويات جامعة الدول العربية قضية فلسطين رفض الأنضمام اليها ،لكن بعد “تفهيمه” بالحقيقة انضم اليها ، وفي احدى اجتماعات الجامعة الخاصة بفلسطين ارسل ابنه الأمير عبد الله الى القاهرة ليمثله في ذلك الأجتماع والذي غادر القاهرة بعد الأجتماع متوجها الى اوروبا سائحا لمدة عامين ثم عاد الى اليمن!.

في عام 1947 وقع الأمام يحيى اتفاقا شاملا مع امريكيا لبناء اليمن على مختلف الأصعدة ،لكن لم يكن ذلك سوى حبرا على ورق .

سمح لليهود بالتدريب على أرض اليمن قبل حرب 1948، ولم يتعرض لمصنع السلاح الوحيد في اليمن والموجود في صنعاء والذي يملكه يهودي روسي ،في حين كان جيشه في غاية السوء تسليحا ،وبخل عليه حتى بالأحذية ومن أجل ذلك سموه بالجيش الحافي ،وعندما أرسل الأتـحاد السوفيتي أسلحة لجيشه كهدية ، تركها في الميناء حتى صدئت رافضا حتى مجرد فتح الصناديق المخبأة فيها.

في شهر 2 من عام 1948 أغتيل مع أثنين من أبنائه من قبل احرار اليمن في محاولة أنقلاب فاشلة ؛حيث أستعاد أبنه وولي عهده الأمام احمد الحكم من الأنقلابيين بعد سبعين يوما ،وأول ما فعله هو ان أباح العاصمة صنعاء لكل من وقف معه لمدة شهر كامل.

الأمام أحمد بن يحيى حميد الدين.

حكم اليمن من عام 1948 وحتى وفاته عام 1962.

لم يغير شيئا من سياسات والده أن لم تكن أكثر سوءا ،ففي نفس السنة بدا مفاوضاته مع اللجنة اليهودية الأمريكية الخيرية من أجل صفقة ضخمة جدا يتم فيها تهجير يهود اليمن الى الكيان الصهيوني وأشترك في المفاوضات الوكالة اليهودية وزعماء صهاينة كعضو الكنيست- فيما بعد – يسرائيل شرعابي والتي انتهت بدفع رشوة ضخمة للأمام من قبل اللجنة اليهودية الأمريكية الخيرية غير الهدايا! لتبدأ احدى اضخم عمليات التهجير في العالم ،والتي سميت بعملية ” على جناح النسر “. ثلاثمائة وثمانون رحلة جوية فيما بين عامي 1949 و1951 نقلت ما يقرب من خمسين الف يهودي يمني من اليمن الى الكيان الصهيوني على متن طائرات أمريكية وبريطانية .

ولم يجد ما يقوله الأمام صاحب المقام الشريف(كما يوقع رسائله)ان يقول في وداع اليهود الراحلين الى أرض فلسطين وبيوت من ذبح وشرد من اهلها سوى ” أن لم تعجبكم الحياة في اسرائيل فيمكنكم العودة الى اليمن متى شئتم ” فقالوا له زعماء اليهود أن هذا ليس في صالح الأتفاق

فتراجع وأعلن ” لا يمكن لأي يهودي العودة لليمن تحت أي ظرف “

كانوا يأتون للمطار مشيا على الأقدام وحفاة وعلى الحمير وكثيرا منهم من مشى لأيام .

كان زعماء الصهاينة يستقبلونهم في مطارات الكيان الصهيوني بالورود والأبتسامات ليتم توزيعهم حسب طبقاتهم في الجنة التي وعدوا بها لكنهم لم ينسوا ان يعقموا المطار كله بعد مغادرتهم له .

وعندما اسكن بعض يهود اليمن في قرية دير ياسين المهدمة ،طلبت منهم جمعيات يهودية أن يطلبوا من الدولة أصلاح البيوت وتوفير الضروريات لهم ،فقالوا بأن الحال الذي هم فيه أفضل بكثير من حيث جاؤوا .

لم يرفض الأمام أحمد أي طلب من طلبات اليهود ما دام المال جاهزا ،الأ أنه رفض نقل قبر الحاخام آش شبازاي من اليمن الى الكيان الصهيوني .

في عام 1955 حاول أحرار اليمن الأنقلاب على الأمام،الا أن الأنقلاب فشل ،وعندما علم بأن اثنين من أخوته أيدوا الأنقلابيين ،أعدمهما.

في عام 1957 تم تهجير ما تبقى من يهود اليمن للكيان الصهيوني ولم يتبقى عنده سوى مئات رفضوا الذهاب للكيان الصهيوني أو تركوا عن عمد .

في عام 1962 توفي الأمام احمد متأثرا بجراح أصيب فيها في محاولة لأغتياله ليأخذ مقاليد الحكم ابنه الآمام البدر الذي قال له الشعب اليمني ولهكذا أمامة ، كفى. فقد تم الأنقلاب عليه واسقطت الأمامة كلها الى غير رجعة.
========
تدريب اليهود في اليمن ومصنع السلاح اليهودي في صنعاء فهي تنشر لأول مرة هنا من خلال هذا المنبر وردت في :
PSF – intelligence files – CIA )Sr = 13 – 1948
التقارير المرفوعة للرئيس ترومان من الأستخبارات الأمريكية – يمكنك الأطلاع على البند الخاص باليمن .سافصل اكثر لمزيد من المعلومات بأذن الله حال نشر العمل ككل .
===========

مراجع بعض المعلومات على سبيل الأستدلال بأنا لا نرمي الناس بما ليس فيهم :
“كان يأخذ من كل شيخ قبيلة او أسرة نافذة أكبر ابنائها كرهينة ويضعه مع المساجين حتى ولو كانوا صغيرا ليضمن لنفسه ألامان من هذه القبائل” :متواترة وردت في العديد من المصادر وتحدث العديد من اليمنيين عن معاناتهم من طريقة الأمام العادل ومن الأمثلة عليها ما جرى لأسرة رئيس مجلس النواب اليمني عبد الله الأحمر والذي عمل صغيرا ليعيل أسرته لأن الأخ الأكبر حميد مرهونا عند الأمام!! وعندما شك الأمام الجديد أحمد في والد حميد رهنه معه وعندما حاول ابنه الصغير عبد الله أن يطلق سراح والده اطلقه لكنه أخذ عبدالله رهينة بدلا منه !!!
حدثت ثمة شكوكعند الأمام فأعيد رهن والد الشيخ عبد الله وأطلق سراح الشيخ عبد الله..
وظل الشيخ عبد الله يحاول أطلاق سراح والده وأخيه لكن الأمام! أعدمهما بفارق أسبوع بينهما ..فلم يبقى عنده أحد فرهن الأبن الآخر عبد الله ..
ووردت العددي من المواقف الشبيهة بهذه.(الرجل الذي أحبه الحرم والهرم بطل الجمهورية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر تأليف /عبدالرحمن طيب بعكر).
الموسوعة اليمنية مؤسسة العفيف الثقافية الطبعة الأولى .
الموسوعة اليمنية – مؤسسة العفيف الثقافية الطبعة الثانية.

أضف تعليق